Welcome To Our Blog

تعريف المباشر
في الفقه الإسلامي، يُعرف المباشر بأنه الشخص الذي يقوم بفعل معين بنفسه، ويترتب على هذا الفعل ضرر مباشر دون وجود أي وساطة أو تدخل خارجي بين الفعل والضرر الناتج عنه. بمعنى آخر، المباشر هو من يتسبب في حدوث الضرر بشكل فوري ومباشر دون أن يكون هناك أي عامل وسيط يفصل بين فعله والنتيجة الضارة. وهذا يختلف جوهريًا عن مفهوم التسبب، حيث يكون الفرد هو العلة أو السبب وراء حدوث الضرر، لكنه لا يحققه بذاته بشكل مباشر، بل من خلال ظروف أو عوامل أخرى تتوسط بين فعله والضرر.
على سبيل المثال، عندما نقوم بتحليل حركة السيارة التي يقوم بها قائدها، نجد أن هذه الحركة تعتبر من الأفعال التي ينسبها الفقه الإسلامي إلى القائد نفسه، باعتبارها ناتجة عن نشاطه الشخصي وإرادته. وبالتالي، فإن أي ضرر ينتج عن هذه الحركة، سواء كان ذلك من خلال اصطدام أو حادث، يُعد نتيجة مباشرة لفعل القائد. وبناءً على ذلك، يُعتبر قائد السيارة مباشرًا لكل ضرر يحدث بسبب تدخل حركة السيارة في إحداث ذلك الضرر بشكل مباشر.
ومن المهم هنا التمييز بين وصف المباشر ووصف المتسبب. فالمباشر هو من يجلب الضرر بفعله الشخصي دون وجود أي وساطة، بينما المتسبب قد يكون له دور في خلق الظروف التي أدت إلى الضرر، لكنه لم يحققه بذاته بشكل مباشر. وعندما نستخلص وصف المباشر، فإننا ننظر إلى طبيعة الفعل الذي قام به الشخص، وإلى ما إذا كان هذا الفعل قد أدى إلى الضرر بشكل مباشر دون أي تدخلات خارجية. وهذا التمييز له أهمية كبيرة في الفقه الإسلامي، خاصة في مجال المسؤولية القانونية والأخلاقية، حيث يتم تحديد مدى مسؤولية الشخص عن أفعاله بناءً على طبيعة تدخله في إحداث الضرر.
اختلاف المباشرة عن التسبب
أن المرجع في بيان ما إذا كان الضرر قد حدث مباشر أو تسبباً هو الفقه الإسلامي ، وأن المباشر – في فقه الشريعة الإسلامية – ينصرف إلى من يكون فعله الذي باشره بنفسه قد جلب بذاته الضرر ، وكان له سبباً بدون واسطة أي بدون أن يتدخل أمر بين هذا الفعل وبين الضرر الناجم مباشرة عنه ، وتختلف المباشرة بطبيعتها عن التسبب ، وهو ما كان علة للأمر ، ولكنه لم يحصل بذاته ، وإذا كانت حركة السيارة هي من فعل قائدها لكونها من جراء نشاطه ، فإنه يُعد مباشراً لكل ضرر ينجم عن تدخل تلك الحركة في إحداثه تدخلاً مباشراً
والمثال على ذلك وعلى فرض ان المضرور خرج من أمام شاحنة دون أن ينتبه إلى قدوم السيارة أداة الحادث ، فاصطدمت به ونجم عن ذلك الحادث وفاته ، ومن ثم فإن فعل القيادة الذي باشره قائد تلك السيارة بنفسه هو الذي جلب بذاته الضرر ، بغير أن يتدخل أمر بين هذا الفعل وبين وفاة المورث وهو ما يترتب عليه أن يعتبر قائد السيارة مباشراً في معنى المادة 255 من القانون المدني ، وليس مجرد متسبب ، ويرتب بالتالي مسئوليته لانتفاء القيد الوارد على الضمان. لعدم ثبوت تعمد المضرورإصابة نفسه .
متى لا يتحقق ضمان المباشر بالرغم من مباشرته للضرر
تُعتبر مسألة المسؤولية عن الضرر من القضايا التي تحظى باهتمام كبير، حيث يتم تحليل الظروف والأفعال التي تؤدي إلى الضرر لتحديد مدى مسؤولية الفاعل أو المباشر. وفي هذا السياق، هناك عدة عناصر تُؤخذ في الاعتبار عند تقييم المسؤولية، ومنها: تعمد المضرور إصابة نفسه، سوء السلوك الفاحش والمقصود من جانب المضرور، وحالة الدفاع الشرعي للمباشر.
هذه العناصر الثلاثة تُعتبر عوامل مؤثرة في تحديد المسؤولية . فإذا ثبت أن المضرور قد تعمد إلحاق الضرر بنفسه، أو تصرف بسوء سلوك فاحش، أو إذا كان المباشر في حالة دفاع شرعي، فإن ذلك يُؤدي إلى إعادة تقييم المسؤولية القانونية والأخلاقية للأطراف المعنية. وهذا يعكس عدالة القانون ومرونته في التعامل مع مختلف الظروف والمواقف التي قد تؤدي إلى الضرر.
حراسة الاشياء
اوردت الفقرة الثانية من المادة 243 من القانون المدنى طبيعة الاشياء التى تتطلب عناية خاصة لمنع وقوع الضرر ومنها السيارات و الطائرات و غيرها من المركبات الأخرى و الآلات الميكانيكية و السفن و الأسلحة ، و الأسلاك و المعدات الكهربائية ، و الحيوانات ، و المبانى ، و كل شئ آخر يكون بحسب طبيعته أو بحسب وضعه مما يعرض للخطر .والذى يعنينا فى هذا الامر هو حوادث السيارات بوصفها من الاشياء التى اوردتها المادة السابقة والتى تتطلب عناية خاصة من قائدها لتفادى وقوع الضرر .
وحراسة الأشياء بطبيعتها تتحقق في حوادث السيارات وهو مفهوم قانوني وفقهي يُستخدم لتحديد المسؤولية عن الأضرار التي تنتج عن استخدام السيارات. هذا المبدأ يعتمد على فكرة أن الشخص الذي يتحكم في الشيء أو يكون مسؤولًا عن حراسته (أي الحفاظ عليه ومراقبته) يتحمل المسؤولية عن أي ضرر يحدث بسبب هذا الشيء، ما لم يثبت وجود أسباب تخفف من مسؤوليته أو تُسقطها. وفيما يلي شرح تفصيلي لهذا المبدأ:
تعريف حراسة الأشياء فى حوادث السيارات:
الحراسة في هذا السياق تعني السيطرة الفعلية أو القانونية على السيارة. الشخص الذي يكون تحت حراسته الشيء (كمالك السيارة أو سائقها) يُعتبر مسؤولًا عن أي ضرر يحدث بسبب هذا الشيء، ما لم يثبت أن الضرر حدث بسبب عوامل خارجية أو أخطاء من طرف آخر.
– في حوادث السيارات، يُنظر إلى السائق أو المالك باعتباره الحارس للسيارة، وبالتالي فهو المسؤول عن أي أضرار تنتج عن استخدامها، ما لم تكن هناك أسباب تُبرئه من المسؤولية.